العربية نت

>

الأربعاء، 20 فبراير 2013

قصيد للأمير عبد القادر الجزائري



قصيد للأمير عبد القادر الجزائري
يمدح فيها و يتغنى بمحاسن البادية
نقلتها للأحباب تعميما للفائدة


يا عاذرا لامرئٍ قد هام في الحضـر = وعـاذلا لمحـب البـدو والقـفـر

لا تذممـن بيوتـا خـف محملـهـا = وتمدحـن بيـوت الطيـن والحجـر

لو كنت تعلم ما في البـدو تعذرنـي = لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر

أو كنت أصبحت في الصحراء مرتقيا = بساط رملٍ بـه الحصبـاء كالـدرر

أو جلت في روضةٍ قد راق منظرها = بكـل لـونٍ جميـل شيـق عطـر

تستنشقـن نسيمـا طـاب منتشـقـا = يزيد في الروح لم يمرر على قـذر

أو كنت في صبح ليل هـاج هاتنـه = علوت في مرقبٍ أو جلـت بالنظـر

رأيت في كل وجـهٍ مـن بسائطهـا = سربا من الوحش يرعى أطي الشجر

فيا لها وقفة لـم تبـق مـن حـزن = في قلب مضنى ولا كدا لذي ضجـر

نباكـرُ الصيـد أحيـانـا فنبغـتـه = فالصيد منا مدى الأوقات فـي ذعـر


فكـم ظلمنـا ظليمـا فـي نعامتـه = وإن يكن طائرا في الجـو كالصقـر

يـوم الرحيـل إذا شـدت هوادجنـا = شقائق عمهـا مـزن مـن المطـر

فيها العذارى وفيها قد جعلـن كـوى = مرقعـاتٍ بأحـداقٍ مـن الـحـور

تمشي الحداة لها من خلفهـا زجـل = أشهى من الناي والسنطيـر والوتـر

ونحن فوق جياد الخيـل نركضهـا = شليلهـا زينـة الأكفـال والخصـر

نطارد الوحـش والغـزلان نلحقهـا = على البعاد وما تنجو مـن الضمـر

نروح للحـي ليـلا بعدمـا نزلـوا = منازلا ما بها لطـخ مـن الوضـر

ترابها المسك بل أنقـى وجـاد بهـا = صوب الغمائـم بالآصـال والبكـر

نلقى الخيام وقد صفت بهـا فغـدت = مثل السماء زهت بالأنجـم الزهـر

قال الألى قد مضوا قـولا يصدقـه = نقل وعقل ومـا للحـق مـن غيـر

الحسن يظهـر فـي بيتيـن رونقـه = بيت من الشعر أو بيت مـن الشعـر

أنعامنا إن أتت عنـد العشـي تخـل = أصواتها كـدوي الرعـد بالسحـر

سفائن البـر بـل أنجـى لراكبهـا = سفائن البحر كم فيهـا مـن الخطـر

لنا المهارى ومـا للريـم سرعتهـا = بهـا وبالخيـل نلنـا كـل مفتخـر

فخيلنـا دائمـا للحـرب مسـرجـة = من استغـاث بنـا بشـره بالظفـر

نحن الملوك فلا تعـدل بنـا أحـدا = وأي عيشٍ لمن قد بـات فـي خفـر

لا نحمل الضيم ممن جـار نتركـه = وأرضه وجيمع العـز فـي السفـر

وإن أسـاء علينـا الجـار عشرتـه = نبين عنـه بـلا ضـرٍ ولا ضـرر

نبيت نـار القـرى تبـدو لطارقتنـا = فيها المداواة من جوع ومن خصـر

عدونـا مـا لـه ملـجـا ولا وزر = وعندنـا عاديـات السبـق والظفـر

شرابها مـن حليـبٍ مـا يخالطـه = ماء وليـس حليـب النـوق كالبقـر

أمـوال أعدائنـا فـي كـل آونـة = نقضـي بقسمتهـا بالعـدل والقـدر

ما في البداوة من عيـب تـذم بـه = إلا المـروءة والإحسـان بالـبـدر

وصحة الجسـم فيهـا غيـر خافيـةٍ = والعيب والداء مقصور على الحضر

من لم يمت عندنا بالطعن عاش مدى = فنحن أطول خلق اللـه فـي العمـر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق